المرأة ومكانتها فى الدين الاسلامى
تحت دعوى حرية الفكر والرأى تعقد المؤتمرات وتشكل اللجان فى الاونة الاخيرة من هذه الايام فى عدد من البلدان الاسلامية والعربية
على حد سواء لا لشئ الا لمهاجمة ثوابت الشرع الاسلامى اما عن جهل بالشرع أوسوء نية وقصد مبيت . فالحرية فى الاسلام محكومة بقواعد الشريعة التى انزلها الله تعالى لعباده
.
فالحرية لاتعنى بأى حال من الاحوال الانفلات والتسيب والخوض فى الثوابت لان الاسلام بقدر ما أعطى للانسان الحق الكامل فى
التفكير الحر المستقل بمختلف الوسائل المتاحة وأباح له أن يجهر بما انتهى اليه رأيه فانه ألزمه الحجة ووضع أطر خاصة تحد من
الشطط فى التفكير ومخالفة الاصول والتطاول على المبادئ والقيم والجهر بالقول من السوء تحت دعوى الحرية وهى كلمة حق يراد بها باطل.
فالحق سبحانه وتعالى العليم ببواطن النفس البشرية رسم لنا النظام الاجتماعى الذى يجب أن نسير على هديه . لان الاسرة هى اللبنة
الاولى فى المجتمع فاذا صلحت صلح المجتمع واذا فسدت فسد المجتمع.
من هنا كان التشريع الالهى الذى رسم لنا كيف تقوم وكيف تتكون هذه اللبنة التى هى اساس المجتمع .فاذ ا بنا نجد من يعارض هذا التشريع
فنقول لهم "أأنتم أعلم أم الله" وهل أنتم حريصون على أنفسكم ومجتمعاتكم أكثر من حرص ربكم عليكم الذى خلقكم ورزقكم فالخير كل
الخير فى اتباع هدى القرآن الكريم والسعادة كل السعادة فى اتباع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .
لقد جاء الاسلام بعقيدة ورسالة جاء بعقيدة دينية كاملة شاملة تنظر فى الانسان والكون والحياة ورسالة انسانية تصدت لكل ما يصادف
الانسان وكل مايعترضه من مشكلات سواء على المستوى الاجتماعى أو الاقتصادى أو حتى السياسى وغيره فى كافة مناحى
الحياة .ورسالة تضع لكل مشكلة حلا دقيقا حكيما يناسبها ويعمل على تلافيها لذلك فان مقاصد الشريعة الاسلامية هى الارتفاع
بالانسان ليكون انسانا ولا فرق هنا بين رجل وامرأة أما الاخرون فيأخذون بالانسان الى القاع حتى ينغمس فى شهواته ولذاته فيصير
الحيوان أكثر قيمة واحتراما منه لانه باع نفسه لهوى نفسه.
لذلك فنحن نرى أن هذا المؤتمر أو ذاك لايعدو أن يكون مظاهرة مفتعلة ومكيدة أخرى من المكائد التى تنصب لايقاع المرأة المسلمة فى
شراك التبعية للغرب الملحد وتهدف الى جر المرأة الى مالايحمد عقباه سواء لها أو للمجتمع ككل كجزء من محاولات الغرب وهيمنته.
وقد يعطى هذا المؤتمر أو ذاك غطاء دوليا وتغلف بنوده الهدامة السامة بشعارات ذات بريق زائف كمؤتمر بكين ومؤتمر القاهرة الذى
رفض غالبية ماجاء به فضيلة شيخ الازهر الراحل جاد الحق على جاد الحق هذا الرجل الرمز القيمة العلم الذى تصدى لكل محاولاتهم
وكان هذا بمثابة فشل ذريع للمؤتمر وللمؤتمرين عليهم من الله مايستحقون لذلك فان محاولاتهم تلك مهما بدا لهم أنهم نجحوا فى
تسويقها لن يكتب لها النجاح والتوفيق أبدا وسيجدونها فى مزابل التاريخ وان وقفت ورائها حكومة وأعضاء مجلس شعب مخنثين .
ان المرأة المسلمة العاقلة يجب أن تدرك مدى نايراد لها أن تسير فيه من دمار ومن المهم جدا أن نبين ونشير الى وضع المرأة قبل
الاسلام حتى يتبين لهؤلاء الحمقى ومن يسير على دربهم الضلال اللاحق بهم من دعوتهم الهادمة لكيان البيت المسلم .
فالمرأة كانت سلعة رخيصة تباع وتشترى وليس لها من أمرها شئ وكانت معدومة الشخصية مهدورة الكرامة مجهولة القدر صغيرة
الشأن منسية الاثر تقاسى مرارة الجهل والالم والاهمال وذلة التحقير كان كثير من الناس يمقتون البنت ويتشاءمون بمولدها
قال تعالى "واذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم _ يتوارى من القوم من سوء مابشر به أيمسكه على هون أم يدسه
فى التراب ألاساء ما يحكمون فجاء الاسلام وانتشلها من هذه الهوة السحيقة وصعد بها الى اعلى درجات الكمال والعزة فهى مصونة
عفيفة لها شخصيتها المستقلة ولها حقوقها فى البيع والشراء وحرية اختيار الزوج وماالى ذلك من الحقوق فالمرأة نصف الامة ولا ينبغى للامة أن تترك نصفها سدى
ونحن حين ندعوا لذلك لاندعوا الى التبذل والترجل وترك الحشمة وانما ندعوا الى اعداد المرأة الفاضلة الطاهرة التى تدرك غايتها
وتسير فى منهاج قويم من اعداد المولى عز وجل فتعرف حقوق ربها ووطنها وزوجها وولدها. وعلينا أن لا نجارى هؤلاء الدعاه الذين
يتبعون الهوى فى كل شئ فهم ينطلقون من فراغ تؤزهم فيه شهواتهم وأهواؤهم من دون علم ولا هدى ولا كتاب منير.
فهناك فرق بين تعاليم الشرع الذى يسعى لتحقيق العدل والامان واسعاد المجتمع وبين هؤلاء المتأمرين الذين يسعون من أجل التخريب
والتدمير والهمجية وشتان بين المسلم العاقل الذى يطبق تعاليم الاسلام ويلتزم منهجيتة وبين من يتبع الضلال ويصير عبدا لهواه .
ومؤتمرات التهريج هذه تريد للمرأة أن تصبح من جديد جاريه وبارادتها تلك المرأة العصرية المتحررة (المتمدنة )يريدون أن تصبح
سلعة يشتريها كل راغب .وذلك بعد نزع كل احساس بالقيم والدين والاخلاق عنها.
ان ما يراد ويحاك للاسرة المسلمة صورة مما يحدث فى الغرب من حيوانية العلاقات الجنسية مما يؤدى الى اختلاط الانساب واباحة
الزنا واللواط والسحاق وانتشار الميوعة والتخنث بين الشباب واغراء المرأة بالتخلى عن كرامتها فضلت وأضلت وشقيت وأشقت .
هل هذه هى الحرية يا سيدات المؤتمرات الهدامة تريدون استبدال شرع الله بشرع الشيطان .الا ترون الى الخنساء حين جاءها نعى
أربعة من أبنائها فى موقعة القادسية قالت الحمد لله الذى شرفنى باستشادهم وكرمهم بالموت وهم يجاهدون فى سبيله ويدافعون عن دينه .
أما أنتن تجاهدن وتدافعن من أجل اعلاء كلمة الشيطان وأبدا والله لن يكون
الكاتب /ابراهيم محمد سكر